للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفضل من جاهل لا يعمل بالخبر، لأن الله - جل وتعالى - فرض العلم والعمل - معًا -

فمن أطاعه في العلم فقد جاء بشطر الأمر، وبقي عليه الشطر، ويوشك

الشطر الذي أطاع فيه أن يُلحقه بالشطر الآخر، والجاهل مضيعٌ لجميعه.

وغير آخذ عدة العمل، ودليل النجاة.

والخبر المروي: " يُغفر للجاهل سبعون ذنبًا قبل أن يغفر للعالم ذنب

واحد" ليس هو عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وليس

بشيء، لأنَّا لا نعلم الله مدح الجهل في كتابه، ولا على لسان

رسوله، صلى الله عليه وسلم، ولو كان كذلك، لكان الجهل أرفع

درجة من العلم، والجاهل إلى أن يكون عمله الذي يحسبه صالحًا -

غير مقبول منه - أقرب إلى أنْ يغفر له خطيئته، لأنه لا يقيمه بعلم.

ولا يخلصه لربه.

وربما أعدَّ الخطيئة طاعة، والطاعة خطيئة، والإعجاب بعمله أسرع

إليه منه إلى العالم، الذي إذا عمل خيرا شكر من وفَّقه له، وعلم أنه

<<  <  ج: ص:  >  >>