للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في تأويل عند ما يغني عن إعادته في هذا الموضع.

* * *

قوله: (أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ) ، آية يحتج بها الجهلة في تثبيت المشيئة للشائين من خلق اللَّه، وقد دللنا على أن مشيئتهم تبع لمشيئته، فلا يؤثر إضافته إليهم

في القضاء السابق عليهم. ومعنى (مَا شِئْتُمْ) وعيد ليس بتخيير إذ

لو كان تخييرًا ما عوقبوا عليه، بل أثيبوا، ونحن لا نقول: إن

حركة العاملين في الأعمال، هي حركة اللَّه، بل هي حركاتهم

التي أعطاهم الله، وفرض عليهم أن لا يعملوها إلا في الطاعة، فهي

منسوبة إليهم، وللًه - جل وتعالى - فيهم مقدمات أحكام.

وعلوم، ليس لهم أن يحتجوا بها عليه، كما لم يكن لمن شَوَّه خلقه.

وسوَّد لونه، وأعمى بصره، وأقعده من جوارحه أن يحتج به عليه.

كيف لم يخلقه صحيحًا، سويّا، أبيض اللون، حسن الوجه، وقد

سوى بينه وبين الصحيح، في مطالبته بما فرض عليه، وكذلك سوى

بين الفقير والغني - فيها - فلم يكن لأحد أن يحتج إليه، ويطالبه

بإخلاف أحكامه فيهم، ولا يعذر - نفسه - في التقصير في بعض ما

<<  <  ج: ص:  >  >>