للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا يؤكد أن قوله - في الأعراف، إخبارًا عن موسى -: (وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (١٤٣) ، أنه أول مؤمني زمانه، إذ محال أن يؤمر النبي.

صلى الله عليه وسلم، أن يكون أول من أسلم، من الخلق - كلهم -

وقد تقدمه بالإسلام من تقدم.

ولكنه أول من يسلم من أمته.

* * *

وقوله: (فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ) .

هو على طريق التهدد ليس على ما يتأوله المعتزلة والقدرية.

وهو نظير قوله: (اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ) ، وقد أجبناهم عنه.

وجه التأكيد فيه: أن موسى وصف أنه أول المؤمنين، ووصف نبينا محمد، صلى اللَّه عليه وسلم، أنه أول المسلمين فلو كان المراد الأولية بالنسبة للناس جميعا لاقتضى التناقض، إذ كيف يصف نبيا أنه أول المؤمنين جميعًا، ثم في مكان آخر يصف نبيُّا - آخر أنه هو الأول، فما جاء هنا أكد أن المراد بالأولية هناك أولية نسبية، لا مطلقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>