للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما كان هذا سبيله فإن لم يكن زائدًا على بيوع الغرر والمخاطرات فهو مثلها

ولا يجوز بيع عسلها قبل تحصيله منها، لأنه غير محاط به، ولأنه

إذا بيع ما حواها وعسلها أخذ النحل من الثمن نصيبًا ففسد الجميع.

ذكر المعتزلة.

* * *

قوله: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٩٣)

حجة على المعتزلة والقدرية شديدة لجمعه بين المشيئة والإضلال

والهدى والسؤال عن العمل في آية واحدة، وهو قولنا الذي نقوله:

إن الله - جل جلاله - لو شاء لجعل الناس كلهم مؤمنين، ولكنه لم

يفعل فأضل قومًا فكفروا، وهدى قوما فآمنوا، فعذب الكافر بجنايته

وقد قضاها عليه بعدله، وأثاب المؤمن على إحسانه، وقد هداه إليه

بفضله.

وكل هذا حكم منتظم، وعدل شامل، وفضل بين عقلته الخليقة

<<  <  ج: ص:  >  >>