للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعدودات بعده قد فصل بينهما الليل بلا شك.

فلا أعرف لذكره ذلك معنى في هذا الموضع، ولا أرى فيه فائدة -

بتة - أكثر من أنه تأوّل على (فِيهنَّ نورًا) ما يمكن - وغير مستنكر -

أن يكون ضد قوله، وخلاف تأويله، والله يغفر لنا ولقائله.

* * *

قوله: (وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (١٧) .

أبلغ حجة في التوسع في الكلام، الذي يدل سياقه على معناه، وأرد شيء لقول المتنطعين من المتنسكين، لإحاطة العلم بأنه - سبحانه - لم ينبتنا من الأرض كهيئة النجم والشجر، وإنما أراد - وهو أعلم - أنا من نسل من خلقه من التراب المجعول طينًا، والتراب من الأرض، فكأنا نبتنا منه نباتًا.

فأين تحذلق المتحذلقين، وتضيّق المضيقين على المتوسعين في ألفاظ

الكلام، المقتصرين فيه على الإشارات إلى المعاني المفهومة بالألفاظ

المختصرة؟!

فإن قيل: أفلا يكون هذا ذريعة إلى إباحة القياس؟.

قيل: إن كان القياس عند مستعمليه فهم الشيء نفسه، باختصار

اللفظ في ذكره، فهذا - لعمري - ذريعة إليه، ومبيح القول به.

<<  <  ج: ص:  >  >>