له لبد أظفاره لم تقلم
فأخبر عن مخاليب الأسد بالأظفار التي هي للناس، وكل هذا دليل
على سعة اللسان، فمن زاحم في لسانها قبل أن يعرف هذا من
كلامها - وسائر ما ذكرناه من لطيف إشارتها - ركب خطة عظيمة.
وأخاف أن يخوض النار خوضًا، وهو لا يعلم.
* * *
قوله: (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ)
إلى قوله: (كَالصَّرِيمِ) .
دليل على أن الشيء يسمى باسم غيره، وإن لم يشبهه بجميع
صفاته، ألا ترى أن الله - جل جلاله - قد جمع بين جنة الدنيا التي هي
بستان وبين جنة الآخرة بالاسم، وهما لا يجتمعان في جميع صفاتهما.
وهذا رد على المعتزلة فيما يزعمون: أن الله - جل جلاله - لا يجوز أن
يوصف بشيء مما يقع اسمه موافقًا لاسم ما في المخلوق، وأغفلوا مثل
هذا وأشباهه، وما هو أعظم من هذا وهو الجمع بين أسمائه -
سبحانه - وأسماء خلقه مثل: "الملك " و"الجبار" و"العزيز" و"العظيم "
و"الكريم " وما ضاهاها، فلم يوجب ذلك أن يساوي خلقه في جميع
صفاته، ولا على خلقه أدط يساووه في جميع صفاتهم، وإذا كان
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute