للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكافتهم، داعيًا لجميعهم فهو مسلوك به غير سبيل الممدوحين، منوط

في طرق المذمومين غير مقبول منه - فيهم - شيء يأوي له.

ومُنحرض باطله.

وفي دعوتهم بأن لا يجعل - جل جلاله - لهم غلاَّ في قلوبهم رد على

المعتزلة والقدرية، إذ محال أن يدعوه بما هو منكر عنده - على زعمهم -

في صفاته فيثني به عليهم، وهو واضح لا لبسة فيه.

قوله: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ) إلى (وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (١١) .

دليل على أن سجايا المنافقين مجبولة على منافقة أوليائهم وأعدائهم - معًا - فهو الآن تنبيه بيِّن أن الاستنامة إلى ود من ليس يتقي، والمعول على ولايته

ليس من فعل ذوي التحصيل، ولا يغتر به من خليل، ويؤيد هذا

قوله - سبحانه -: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ (٦٧) ، فلو كانت خلتهم في الدنيا مستقيمة لكانوا بها

<<  <  ج: ص:  >  >>