للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمخلوق يوجب خلقه جري هذه الأشياء عليه، وإن لم يجر عليه مجر

ولم يحكم عليه حاكم.

فإن قالوا: إن أهل الجنة والنار لما نشروا أنشئوا إنشاءً غير إنشاء

الأول، الذي أنشئوا عليه في الدنيا، فأنشئوا إنشاء البقاء، فكذلك

زال عنهم التغيير.

قيل: فهل أنشأ الله - جل جلاله - قط - أحدًا إنشاء فناء.

حتى يلزم من ثَبَت له صفات ذاتية إجازة التبعيض، والأجزاء.

والتغيير عليه ما أراهم إلا يكابرون عقولهم.

قال محمد بن علي: ولو لم يزيف القياس في نوازل

الشرائع، ويدل على بطلانه إلا علة هؤلاء القوم، فيما خرجناه

عليهم، لكان جَدِيرًا بأهله رفضه، فإنهم قد ساووهم - فيها -

حذو النعل بالنعل، ألا ترى أن القوم أخذوا جواز التغيير على

<<  <  ج: ص:  >  >>