للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وينطوي على ما يحب، وربما كان ما ينبو عنه ممدوحًا عند غيره، وما يحبه

مكروهًا عند غيره، ولو كان كذلك لكان - والله أعلم - " ولكن اللَّه مدح الإيمان وحسنه، وقبح الكفر وذمه " ولا يكون حبَّب إلا حمل

القلب عليه، ولا كرَّه إلا باعد منه القلب.

فإذا كان المؤمن محببًا إليه الإيمان، وهو لا يقدر على المسابقة إليه إلا

بتحبيب ربِّه إياه إليه، ولا يقدر على ترك الفسوق، والعصيان إلا

بتكريهه إياه إليه، وقد خص بهذا المؤمن دون الكافر، علمنا أن

الذي أقعد الكافر عما نهض به المؤمن عدم ما جاد الله به على المؤمن

من هذين المعنيين من التحبيب والتكريه، ولا يخلو من أن يكون قادرًا

على الإتيان بالإيمان، واجتناب الفسوق والعصيان

باستطاعته، أو لا يقدر إلا بما ذكره الله من التحبيب والتكريه، فإن

كان قادرًا - كما يزعمون - فلا معنى للاعتداد عليه بما لا منة فيه.

وجل الله عن ذلك، بل يقول - فى آخر السورة -: (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١٧) .

وإن لم يكن قادرًا عليه إلا بهما فقد علمنا أن الكافر - أيضاً - لم يقدر عليه لما حُرِمَ منهما.

فالمؤمن هاد بتوفيق الله، والكافر ضال بخذلان الله إياه، فليلتزموه

<<  <  ج: ص:  >  >>