(أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ)
حجة على المعتزلة في باب الوعيد - شديدة - لو تأملوها، إذ ما لا يفهمونه من الخُلْف خانق لهم -
في هذا الموضع - فيقال لهم: كيف يجوز عندكم أن يكون الله - جل
جلاله - يخبر عن نفسه بإعداد الجنة للمؤمنين به، وبرسوله - في هذه
الآية - بلا شرط، فيكون فيهم من يذنب ذنبًا - واحدًا - فلا يجعل له
حظًّا فيما أعد لمن آمن به وبرسوله، من أجل ذلك الذنب الواحد.
لأن ذلك الذنب محا الإيمان من صدره، وأنطق بالكفر لسانه!.
فإن قالوا: لا، ولكنه أوعده النار على ذنبه.
قيل لهم: فأوعده إدخال النار وحده أو أوعده مع الإدخال
الخلود؟.
فإن قالوا: أوعده كلاهما، كابروا في الدعوى، وطولبوا بالتلاوة
في ذلك، ولا سبيل لهم إليه.
وإن قالوا: بل أوعده النار، ولم يوعده الخلود.
قيل: فما بالكم تخلدونه - فيها - بعد استيفاء الجزاء على ذنبه.
وأنتم قوم تقودون دليل العقل، وتأخذون أفعال الله بعبيده من أفعال
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute