مذهبهم في الخلود والشهادة على الكافر عندهم.
وهؤلاء لم يسموه كافرًا، بل سموه فاسقا، ثم أوجبوا باسم الفسوق
الخلود، فجمعوا على أنفسهم الغلط من وجوه عدة.
فأحدها: أن الفسوق - في اللغة - التوثب، ولذلك سميت
الفأرة فويسقة، لأنها قفازة، قال الله - تبارك وتعالى - في
إبليس -: (فَفَسَقَ عَنَ أَمرِ رَبِّه) ، أي وثب بين يدي أمره.
وخلفه وراء ظهره، فإذا كان الفسق هو التوثب على الأمر والنهي.
وكان الأمر والنهي مشتملين على أشياء: منها ما يكون كفرًا مثل
دعوى الولد والزوجة والقول بالأنداد وأشباه ذلك، ومنها ما يكون
ذنبًا مثل الزنا والسرقة وشرب الخمر وما ضاهاها، لم يجز إلا أن يكون
الفاسق - في النوعين معًا - يسمى باسم واحد مسلوكًا به طريقًا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute