للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حجة على المعتزلة والقدرية، وبشارة لأهل السنة ومن يؤمن بالمساءلة

في القبر، ودليل على أن القبر من منازل الآخرة. أفترى الميت باقي

الاستطاعة يجيب سائله بحوله وقوته. وقد جمع الله - جل جلاله -

بين تثبيته وتثبيت الحي في كلمة واحدة.

أفلا يحقق لهم هذا أن قائل الشيء وفاعله - وإن كان قوله وفعله

منسوبين إليه، لأنه قائلهما وفاعلهما - فغير قادر على الحقيقة أن يفعل

خيرًا أو ينطق به إلا بالتوفيق، ولا الشر إلا بالخذلان، وهذا هو

الوضع الذي لَبّس عليهم أمرهم ولم يعلموا أن الله - جل جلاله - لما

كان له أن لا يشهد عباده خلق السماوات والأرض، ولا خلق أنفسهم

أن يخزن علم هذا فينفرد هو به.

<<  <  ج: ص:  >  >>