فإن قالوا: لا. كفروا، لأن الله قد أخبر عن نفسه بذلك. فإن
قالوا: هو من فعل المخلوق بالمخلوق جَور، ومن الخالق بالمخلوق عدل.
قيل: فهو عدل من حيث تعقلونه بعقولكم، أو من حيث تسلمون
فيه لربكم.
فإن قالوا: من حيث نعقله بعقولنا.
قالوا: محالاً. وإن قالوا: من حيث نسلم فيه لربنا علمًا منا بأن
الجور ليس من صفته، ولا الكذب من نعته، وقد أخبر عن نفسه
بتأمير هؤلاء، أو بأمرهم فهو صادق في إخباره، عادل في فعله وإن
لم نعقله نحن بعقولنا.
أقروا بكل ما أنكروه. علموا أن المنكر هو أخذ معرفة عدله من عدل
خليقته، وحكمته من حكمتهم، فإن المعروف والصواب من القول هو:
أن الله لما أخبر عن نفسه بأنه ليس كمثله شيء واستحال عندهم أن تؤخذ
صورته من صورة خلقه استحال عندهم أن تؤخذ حكمته من حكمتهم.
وما يتصور جورًا أو عدلاً في أفعالهم، وقبيحًا منهم في حكمهم لم يجز أن
يكون كذلك منه متصورَا، إذ لا فرق بين من تشبه بخلقه، وبين من تشبه
خلقه به في أفعالهم لم ينفعه امتناعه من تشبيه صورته بصورهم، والتحكم
ليس من شرط المحصلين. ومن لم ينصف خصومه في الاحتجاج عليهم لم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute