للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الاستدراك الخامس:

لمَّا ذكر الدكتور العنوان السابق أوردَ كلامَ أبي العباس القرطبي في المفهم: «أنَّ الأمراء شرطُهم أن يكونوا آمرين بما يقتضيه العلم، وكذلك كان أمراءُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وحينئذٍ تجبُ طاعتهم. فلو أمروا بما لا يقتضيه العلم حَرُمَتْ طاعتهم» (١).

تقدَّم بيانُ هذه الشبهة وكشفُها - والحمد لله - وأن هناك فرقًا بين اشتراط العلم في المأمور واشتراطه في الآمر. وليُراجع ما سبق ذكره (٢).

الاستدراك السادس:

المراد بكلام أبي العباس القرطبي (بما يقتضيه العلم) ما لم يكن في معصية الله، كما بيَّن ذلك عند حديث «إنما الطاعة في المعروف» وتقدَّم نقل كلامه (٣)، وأنه مقتضى قولِ أهل السنة، وكلامُ العالم يفسِّر بعضُه بعضًا، وهذا ما لم يبيِّنهُ الدكتور آل عبد اللطيف إمَّا جهلًا أو تلبيسًا، ودافعُ التلبيس التعصُّب إمَّا لحزبٍ بدعيٍّ أو رأيٍ بدعي وهكذا … كلُّ رجلٍ بحسبه.

قال الإمام ابن القيم في (الكافية الشافية):

وتعَرَّ من ثوبَينِ مَنْ يَلْبَسْهُما … يلقَى الرَّدى بمذَمَّةٍ وهَوانِ

ثوبٍ من الجهلِ المركَّبِ فوقَهُ … ثوبُ التعصُّب بِئسَتِ الثَّوبانِ

وتحَلَّ بالإنصافِ أفخَر حلَّةٍ … زِينَتْ بها الأعطافُ والكتفانِ


(١) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (٤/ ٣٥).
(٢) تقدم (ص: ١٢٥).
(٣) تقدم (ص: ٧٦).

<<  <   >  >>