للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أثَرةً وأمورًا تنكرونها» قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: «أدُّوا إليهم حقَّهم، وسَلُوا الله حقَّكم» (١).

وقال عوف بن مالك: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ألَا مَنْ وليَ عليه والٍ، فرآه يأتي شيئًا من معصيةِ الله، فليكْرَهْ ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعَنَّ يدًا من طاعة» (٢).

السبب الثاني: آثار الصحابة وإجماعات أهل السُّنة التي تقدَّم ذكرها في حُرمة الخروج على الحاكم المسلم ولو كان فاسقًا ظالمًا.

فبهذا يتعيَّن عدمُ حمله على المعصية الظاهرة لا سيما وفي الحديث ذكر «وأثرة علينا» وهو الظلم، ومع ذلك أمرَ بالصبر ولم يجعله مسوِّغًا ومجوِّزًا للخروج مع أنَّ الظلم معصية.

الشبهة الحادية والخمسون:

أن الحكام ينابَذون ويقاوَمون لأجل المعصية؛ قال ابن عباس: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «سيكون أمراءُ تعرفون وتنكرون، فمن نابذَهُم نجا، ومن اعتزَلَهم سَلِمَ، ومن خالَطهُم هلك» (٣).

وكشف هذه الشبهة وجوابها من أوجه:

الوجه الأول: أن هذا الحديث ضعيف (٤)، وضعَّفه الألباني روايةً ودرايةً فقال -رحمه الله- في السلسة الصحيحة:


(١) سبق تخريجه (ص: ٣٧).
(٢) سبق تخريجه (ص: ٣٦).
(٣) صححه الألباني في صحيح الجامع، وعزاه لابن أبي شيبة والطبراني.
(٤) ضعَّفه العراقي في المغني (١/ ٥٩٣) والهيثمي في المجمع (٩١٥٦).

<<  <   >  >>