للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نفسه في بعض تلك الأنهار حتى نجا منهم وكادَ يهلكُ يومئذ» (١).

الاستدراك الثامن والخمسون:

قال الدكتور: «وقد استفتى أهلُ المدينة مالك بن أنس في الخروج مع ذي النفس الزكية فأفتاهُم مالك بالجواز؛ لأن بيعتهُم لأبي جعفر المنصور كانت تحت الإكراه، ولا بيعةَ لمكره، فلما أفتاهم مالَ الناسُ مع محمد ذي النفس الزكية وبايعوه، وقاتلوا معه وقد عُذِّبَ مالك لهذا السبب» (٢).

تقدَّم - بفضل الله - ردُّ هذا من أوجه ثلاثة (٣).

الاستدراك التاسع والخمسون:

قال الدكتور: «وقد أفتى سفيان الثوري بجواز الخروج مع إبراهيم، فسارعَ أهلُ الكوفة فيها» (٢).

عزا الدكتور هذا إلى تاريخ بغداد، وبالرجوع إلى تاريخ بغداد (٤) يتبيَّن عدمُ صحة نسبته لسفيان الثوري، ففي الأثر يقول: «جاءني نعيُ أخي من العراق

- وخرج مع إبراهيم بن عبد الله الطالبي - فقدمتُ الكوفة، فأخبروني أنه قتل وأنه قد استشار سفيان الثوري وأبا حنيفة، فأتيتُ سفيان أُنبئه مصيبتي بأخي، وأخبرتُ أنه استفتاك؟ قال: نعم، قد جاءني فاستفتاني، فقلتُ: ماذا أفتيته؟ قال: قلت: لا آمركَ بالخروج ولا أنهاك، قال: فأتيتُ أبا حنيفة، فقلت له بلغني أنَّ


(١) الطبقات الكبرى (٧/ ١٢٠).
(٢) (ص: ١٥١).
(٣) تقدم (ص: ٢١٨).
(٤) تاريخ بغداد وذيوله (١٣/ ٣٨٤).

<<  <   >  >>