وقدم حديث "إنما الأعمال بالنيات"، وصدر به أول الكتاب، ولم يجعله ضمن الترتيب الذي نهجه تبركاً به وتصحيحاً لنيته، وهذا صنيع أكثر المحدثين، كالإمام البخاري وغيره.
وفي حرف الباء قدّم حديث "بسم الله الرحمن الرحيم مفتاح كل كتاب"(٤) ولم يراع الترتيب الذي نهجه لشرف الآية وتقديمها على غيرها، ثم راعى الترتيب بعد هذا الحديث.
ومن جهة أخرى، فقد جمع السيوطي -في حرف الألف من الجامع الكبير- فصلاً واسعًا للمحلى ب (ال) من الحروف جميعاً، بينما فرقه في الجامع الصغير، وتبعه المناوي في الجامع الأزهر، وكنوز الحقائق، والنبهاني في الفتح الكبير على الحروف، فمثلاً نجد طرف الحديث البادئ بـ: الصلاة ... في جمع الجوامع في فصل المحلى ب (ال) من حرف الألف، بينما نجده في الجامع الصغير والجامع الأزهر، وكنوز الحقائق في آخر حرف الصاد. وهكذا.
وفي طريقة السيوطي في الجامع الصغير لاحظنا أنه جعل المحلى بال في فصل على حده آخر كل حرف، لكونه أسهل على مطالع الكتاب.
لقد وصفه مؤلفه -في مقدمته- بوصف جامع مستوعب موجز إذ يقول:"هذا كتاب أودعت فيه من الكلم النبوية ألوفًا، ومن الحكم المصطفوية صنوفاً، اقتصرت فيه على الأحاديث الوجيزة، ولخصت فيه من معادن الأثر إبريزه، وبالغت في تحرير التخريج؛ فتركت القشر، وأخذت اللباب، وصنته عما تفرد به وضاع أو كذاب، ففاق بذلك الكتب المؤلفة في هذا النوع كالفائق والشهاب، وحوى من نفائس الصناعة الحديثية ما لم يودع قبله في كتاب، ورتبته على حروف المعجم، مراعياً أول الحديث فما بعده تسهيلاً على الطلاب".
وهو يعتبر من أجمع كتب الحديث مادةً وأغزرها فائدةً، وأقربها تناولًا وترتيبًا.