للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[السين مع الدال المهملة]

٤٦٧١ - " سددوا وقاربوا". (طب) عن ابن عمرو (صح).

(سددوا) اقتصدوا في الأمور وتجنبوا الإفراط والتفريط ولا تترهبوا فتسأم نفوسكم ويختل معاشكم ولا تنهمكوا في أمر الدنيا فتعرضوا عن الطاعة رأساً. (وقاربوا) اقربوا إلى الله بالمواظبة على طاعته مع الاقتصاد فاعبدوه طرفي النهار وزلفا من الليل. (طب) (١) عن ابن عمرو) رمز المصنف بصحته وقال الهيثمي: فيه سلام الطويل مجمع على ضعفه.

٤٦٧٢ - "سددوا وقاربوا وأبشروا واعلموا أنه لن يدخل أحدكم الجنة عمله، ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله بمغفرة ورحمة". (حم ق) عن عائشة (صح).

(سددوا) أي اقصدوا السداد من سدد الرجل إذا صار ذا سداد. (وقاربوا) لا تغلوا والمقاربة القصد في الأمور من غير تفريط ولا إفراط. (وأبشروا) أي أن البشرى مقارنة للأمرين السداد والمقاربة. (واعلموا أنه لن يدخل أحدكم الجنة عمله) قال القاضي (٢): أراد بيان أن النجاة من العذاب والفوز بالثواب بفضل الله ورحمته والعمل غير مؤثر فيهما على سبيل الإيجاب والاقتضاء بل غايته أنه بعد العمل يتفضل عليه ويقرب إليه الرحمة كما قال تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: ٥٦] وليس المراد توهين العمل ونفيه بل توقيف العباد على أن العمل إنما يتم بفضل الله وبرحمته لئلا يتكلوا على أعمالهم اغترارا بها وأما: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل: ٣٢] فالحديث في


(١) أخرجه أحمد (٢/ ١٦٧)، والطبراني في الكبير (٣/ ٥٣٥٥) وأبو نعيم في الحلية (٥/ ٦٨)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (١٠/ ٣٥٦)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٣٦٢٧).
(٢) انظر شرح النووي على مسلم (١٦/ ١٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>