للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"وقد ألفت في هذه السنة -أي السنة: ٨٦٦هـ- فكان أول شيء ألفته "شرح الاستعاذة والبسملة" وأوقفت عليه شيخنا شيخ الإِسلام علم الدين البلقيني، فكتب عليه تقريظاً" وكان انصراف السيوطي إلى الاشتغال بالتأليف والتصنيف، بعد أن استقامت له آلة البحث وتوفرت لديه أداة التأليف، واكتملت له البراعة، والحذق في علوم شتى كثيرة صنفها هو نفسه، من حيث تبحره فيها، وإتقانه لها، أو معرفته بها، فقال: "رزقت التبحر في سبعة علوم: التفسير، والحديث، والفقه، والنحو، والمعاني، والبيان والبديع". وقال: "والذي أعتقده أن الذي وصلت إليه من هذه العلوم الستة سوى الفقه والنقول، التي اطلعت عليها لم يصل إليها أحد من أشياخي فضلاً عمن دونهم".

وقال: "ودون هذه السبعة في المعرفة: أصول الفقه، والجدل، والصرف. ودونها: الإنشاء، والترسل، والفرائض. ودونها: القراءات، ولم آخذها من شيخ.

ودونها: الطب. وأما الحساب: فأعسر شيء عليَّ وأبعده من ذهني".

وراح يطلق قلمه للتأليف والكتابة في هذه الفنون كلها، وفي غيرها مما يعرض في خاطره من موضوعات حملتها أسفار المكتبة العربية الإِسلامية وقد يتناول ذلك كله وهو على الثقة (١).

تهمة وردّها:

لقد اتهم السيوطي بأنه اختلس كثيراً من تصانيف ابن تيمية وابن حجر العسقلاني وأبي الخير السخاوي وغيرهم، وبشيء من التمحيص يمكن رد هذه التهمة:

١ - فعصر السيوطي كان عصر الجمع والتلخيص والشرح؛ فلقد أسهم الرجل في ذلك كلّه.

أ- لقد أكمل تفسير القرآن للشيخ جلال الدين المحلي في أربعين يومًا.


(١) راجع مقال درويش والمصادر السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>