للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الخاء مع الياء المثناة التحتية]

٣٩٥٦ - " خيار المؤمنين القانع، وشرارهم الطامع". القضاعي عن أبي هريرة.

(خيار المؤمنين) خيار بزنة كتاب جمع خَيِّر ككيِّس أي كثير الخير والمراد أن المرتضى المختار عند الله تعالى: (القانع) ما أتاه وهو الذي لا يطمح لنفسه إلى ما عند غيره ولا يتأسف على فائت، أخبر عن الجمع بالمفرد لأنه أراد به الجنس. (وشرارهم) جمع شرير أي كثير الشر يقيض الخير والشر يقيض الخير. (الطامع) أفرده لما ذكر آنفا والطمع مفتاح كل شر فمن أطاعه قاده إلى كل بلية، واعلم: أن هذه الصفة الآتية في هذه الأحاديث التي هي اسم تفضيل إلى آخره الخاء مع الياء المثناة التحتية ليس المراد أن من وصف بها خير من كل من أضيف إليها فليس المراد أن القانع مثلا خير من كل أفراد الأمة من المؤمنين بل المراد في ذلك الإخبار بأنه ذو خير ومن الخيار قال الحليمي (١): إذا قلت خير الأشياء كذا لا يراد تفضيله في نفسه على جميع الأشياء لكن على أنه خيرها في حال دون حال وواحد دون آخر كما قد ينصرف واحد بالكلام فيقول: لا شيء أفضل من السكوت أي حيث لا يحتاج إلى الكلام ثم قد ينصرف بالسكوت فيقول: لا شيء أفضل من الكلام ويقال فلان أعقل الناس وأفضلهم والمراد من أعقلهم وأفضلهم، والمراد من خيار المؤمنين كذا قاله (القضاعي (٢) عن أبي هريرة) ورواه عنه الديلمي أيضًا.


(١) انظر: شعب الإيمان (٤/ ١٠).
(٢) أخرجه القضاعي في الشهاب (١٢٧٤، ١٢٧٥)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٢٨٦٣)، وقال في الضعيفة (٣٥٥٧): ضعيف جدا.

<<  <  ج: ص:  >  >>