للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أربع سنين فلما مات لزم (الكافيجي) أربعة عشر عامًا وأخذ عنه التفسير والأصول والعربية والمعاني، وأخذ العلم -أيضًا- عن شيخ الحنفية (الأقصرائي) و (العز الحنبلي)، و (المرزباني) و (جلال الدين المحلي) و (تقي الدين الشمني) وغيرهم كثير، حيث أخذ علم الحديث فقط عن (١٥٠) شيخ من النابهين في هذا العلم.

ولم يقتصر تلقي السيوطي على الشيوخ من العلماء الرجال، بل كان له شيوخ من النساء اللاتي بلغن الغاية في العلم، منهن (آسية بنت جار الله بن صالح)، و (كمالية بنت محمَّد الهاشمية) و (أم هانئ بنت أبي الحسن الهرويني)، و (أم الفضل بنت محمَّد المقدسي) وغيرهن كثير (١).

[رحلاته]

كانت الرحلات -وما تزال- طريقًا للتعلم، إلا أنها كانت فيما مضى من ألزم الطرق للعالم الذي يريد أن يتبحر في علمه، وكان السيوطي ممن سافر في رحلات علمية ليلتقي بكبار العلماء، فسافر إلى عدد من الأقاليم في مصر كالفيوم ودمياط والمحلة وغيرها، وسافر إلى الشام واليمن والهند والمغرب والتكرور (تشاد حاليًا) ورحل إلى الحجاز وجاور بها سنة كاملة، وشرب من ماء زمزم ليصل في الفقه إلى رتبة سراج الدين البلقيني، وفي الحديث إلى رتبة الحافظ ابن حجر العسقلاني.

ولما اكتملت أدوات السيوطي جلس للإفتاء في سنة [٨٧١ هـ - ١٤٦٦م] وأملى الحديث في العام التالي، وكان واسع العلم غزير المعرفة، يقول عن نفسه: "رُزقت التبحر في سبعة علوم: التفسير والحديث والفقه والنحو والمعاني والبيان والبديع"، بالإضافة إلى أصول الفقه والجدل، والقراءات التي تعلمها


(١) جلال الدين السيوطي للأستاذ محمَّد عبد العظيم خاطر (ص ١٩)، والمصادر السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>