للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في الدليل على هذه المسألة على حديث ابن عمرو، بل أطال الاستدلال وبسط في المقال أودعه كتابه حادي الأرواح في الباب السابع والستين منه (١). وفي كلامه ما يحتمل الرد وقد كتبنا عليه في هوامشه تنبيهات، فليس هو كلام باطل من كل وجه كما أفاده الشارح، ومن عجائب الشارح أن له على حديث الكتاب تحرف سوى ما نقلناه، ثم نقل كلام الزمخشري على حديث ابن عمر وهو معروف في الكشاف (٢).

[نقد الصنعاني لبعض الكتب]

نقده لكتاب "خلق أفعال العباد" للبخاري:

ذكر الصنعاني ذلك في شرح حديث (١٧٤١) وقال: قال بعض المحققين: "ليته ما ألفه؛ فإنه خاص في فن المتكلمين، وما هو شأن أئمة الحديث، فإنها طريقة مبتدعة مذمومة، لم يكن عليها سلف الأمة ولا خاضوا فيها". ولقد حارب الصنعاني علم الكلام وبيَّن فساد منهج المتكلمين في غير موطن، وقد قال عنهم في كتابه "إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة": "فإذا نظرت مبادئ كلامهم في علم الكلام وكتب الحكمة في الزمان والمكان، رأيت محارات يُظلم منها القلب الحي، ولا يقف منها على شيء، ولكنهم خَفوا عند رؤية كلام الفلاسفة وجعلوه عنواناً لأصول الدين".

وكان يمتاز بتقديم النقل على العقل واتباع النصوص في مسائل العقائد وغيرها. يقول في ذلك -رحمه الله-: "اعلم أن المختار عندي، والذي أذهب إليه، وأدين به في هذه الأبحاث ونحوها، هو ما درج عليه سلف الأمة ولزموه من اتباع السنة، والبعد عن الابتداع، والخوض فيها، إلا لردها على لزوم مناهج


(١) انظر: حادي الأرواح (ص: ٥٩١. ط. بتحقيق/ محمَّد الزغلي)، وشفاء العليل (ص: ٢٥٧ - ٢٦٠).
(٢) انظر: الكشاف (١/ ٥٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>