للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الجيم مع الميم]

٣٥٨٣ - " جمال الرجل فصاحة لسانه". القضاعي عن جابر.

(جمال الرجل) الجمال له تفاسير أحسنها أنه يناسب الشكل واللون مع السلامة من العيوب وأخبر - صلى الله عليه وسلم - أن جمال الرجل: (فصاحة لسانه) فإنها الذي يعلوا به قدره ويشيع به ذكره ولذا قيل: الرجل بأصغريه قلبه ولسانه وقال بعضهم: ما رأيت على امرأة لباسا أحسن من شحم ولا على رجل أحسن من فصاحة وقيل: يقال: مرؤتان ظاهرتان الرياسة والفصاحة ومن كلام الوصي (١) كرم الله وجهه: المرء مخبوء تحت لسانه، وقال يحيى بن خالد: ما رأيت رجلاً إلا أهبته حتى يتكلم فإن كان فصيحا عظم في عيني وصدري وإن قصر سقط من عيني والفصاحة لها حدود فعند أهل البيان أنها في المتكلم ملكة يقتدر بها على التعبير عن المقصود بلفظ فصيح، وقيل لأعرابي: من أبلغ الناس؟ قال: أحسنهم لفظا وأسرعهم بديهة، ووقف أعرابي على ربيعة الرأي وقد تكلم فأكثر فظن أن وقوفه لإعجابه بكلامه فقال: يا أعرابي ما البلاغة فيكم؟ قال: الإيجاز في الصواب قال: فما العيّ؟ قال: ما أنت فيه مذ اليوم، وقال القبعثري وقد سئل عن أوجز الكلام فقال: أن لا يخطئ ولا يبطئ، وقيل لليوناني: ما البلاغة؟ قال: بصحيح الأقسام واجتياز الكلام، وقيل: لآخر من أبلغ الناس؟ قال من ترك الفضول واقتصر على الإيجاز، وقال جعفر بن يحيى: إذا كان الإكثار أبلغ كان الإيجاز تقصيرا وإذا كان الإيجاز كافيا كان الإكثار عيًّا، يريد أن لكل مقام مقالاً بالأولى


(١) قد تكلمت على إطلاق الوصي على علي بن أبي طالب رضي الله عنه حسب مفهومهم واعتقادهم في المقدمة وأنه لا يجوز إطلاقه عليه على ضوء معتقدهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>