للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تيمية أنه لم يرد لفظ الأبدال في خبر صحيح ولا ضعيف ولا في خبر منقطع وقد أبانت هذه الدعوى تهوره ومجازفته ولأنه نفى الرواية بل نفى الوجود وكذّب من ادعى الورود انتهى.

قلت (الصنعاني): لعله ما نفاه إلا بالنظر إلى ما اطلع عليه وأنه يريد ما ورد فيما أعلمه وقد صرح الحافظ ابن حجر: بأن قول الحافظ: هذا الخبر صحيح أو باطل صار بذا، لا بالنسبة إلى ما عرفه هذا معنى كلامه فكذلك مثل هذا، والتأويل خير من التجهيل، وقد رماه الشارح بعد هذا بالعنت والعناد ولا غرو فابن تيمية ينكر على ابن عربي ومن حذا حذوه كالشارح ويحكم عليهم بالتضليل فكأنه أراد الشارح مكافأته، وربك يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون.

[وكان يثني على السلف ويذم ويحذر من أهل البدع والضلال]

فقال تحت حديث رقم (٥٦٤٠): "العالم سلطان الله في الأرض، فمن وقع فيه فقد هلك": فمن وقع فيه بذم وإهانة وأذية، فقد هلك لأن الله ناصره وخاذل من عاداه وذمه، كما قيل: لحوم أهل العلم مسمومة، ومن يعاديهم سريع الهلاك، وقال: وفيه الأمر بطاعة العلماء والتحذير من الوقيعة فيهم.

وبعد: فها هي نماذج من الأصول والقواعد وغيرها التي التزمها الصنعاني ودعا إليها وسار عليها من خلال ما سطره في أكثر كتبه، فأين نضع الرجل بعد ذلك؟ لا يمكن أن يكون إلا من أهل السنة والجماعة الذين كانوا على عقيدة السلف وساروا عليها، وجاهدوا فيها، وحوربوا من أجل التمسك بها في عصر لا يعرف إلا الجهل والخرافة.

وقد يقول قائل: للصنعاني بعض المخالفات للسلف كما سبقت الإشارة إلى ذلك في الصفات وكمسألة خلق أفعال العباد.

أقول: الصنعاني حاول جاهدًا تحرير هذه المسألة، ولكنه لم يتمكن وهو

<<  <  ج: ص:  >  >>