للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وإنه سعى في قتل سبط رسول الله تشفيا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وانتقاما منه وأخذا بثأر جده عتبة وأخي جده شيبة وخاله الوليد بن عتبة وغيرهم ممن قتلهم أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بيد علي بن أبي طالب وغيره يوم بدر وغيرها، وقالوا تلك أحقاد بدرية وآثار جاهلية. وهذا القول سهل على الرافضة الذين يكفرون أبا بكر وعمر وعثمان، فتكفير يزيد أسهل بكثير.

والطرف الثاني يظنون أنه كان رجلاً صالحًا صالحاً وإمامَ عَدْلٍ وأنه كان من الصحابة الذين ولدوا على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وحمله بيده وبرك عليه وربما فضله بعضهم على أبي بكر وعمر، وربما جعله بعضهم نبيًّا .. وهذا قول غالية العدوية والأكراد ونحوهم من الضلال.

والقول الثالث: أنه كان ملكا من ملوك المسلمين له حسنات وسيئات ولم يولد إلا في خلافة عثمان ولم يكن كافرا ولكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين وفعل ما فعل بأهل الحرة، ولم يكن صحابيا ولا من أولياء الله الصالحين وهذا قول عامة أهل العقل والعلم والسنة والجماعة. ثم افترقوا ثلاث فرق، فرقة لعنته وفرقة أحبته وفرقة لا تسبه ولا تحبه وهذا هو المنصوص عن الإمام أحمد وعليه المقتصدون من أصحابه وغيرهم من جميع المسلمين (١).

[وفاة يزيد بن معاوية]

في أثناء حصار مكة جاءت الأخبار بوفاة يزيد بن معاوية رحمه الله والبيعة لابنه معاوية.

وكان ذلك لعشر خلت من ربيع الأول سنة أربع وستين، وكانت وفاته بحوران وقيل حوارين من أرض الشام، قال عبد الرحمن بن أبي مذعور: حدثني


(١) انظر: مجموع فتاوى ابن تيمية (٤/ ٤٨١ - ٤٨٤) والخلاصة في بيان رأي شيخ الإِسلام ابن تيمية في الرافضة للشيخ علي شحود (ص ١٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>