أولاً: شيوخه: أخذ الصنعاني عن جملة من علماء بلده وبخاصةٍ فيما يتعلق بعلم البيان واللغة والفقه والأصول وغير ذلك، وقد ذكر الشوكاني أربعة من شيوخه -فقط-، ولعل هؤلاء هم أشهر مشايخه في بلده، ولكن الصنعاني رحل إلى مكة والمدينة والتقى بعلماء هذه الديار، وأخذ عنهم علم الحديث، ولقد كان تلقي العلم -وبخاصة علم الحديث- من البواعث على السفر إلى أرض الحرمين مع تأدية فريضة الحج، ولقد صرح الصنعاني بذلك فقال:"ولما ألقى الله -وله الحمد- الولوع بهذا الشأن -أي دراسة الحديث ومعرفته- وكان علماء الحديث لا وجود لهم بهذه الأوطان، وكان مشايخنا -رحمهم الله- وأنزلهم غرف الجنان الذين أخذنا عنهم علوم الآلات من نحو وتصريف وميزان، وأصول فقه ومعانٍ وبيان، ليس لهم إلى هذا الشأن نزوع، وإنما يدرسون فيما تجرد عن الأدلة من الفروع، ووقفت على قول بعض أئمة الحديث شعرًا:
إن علم الحديث علم رجال ... تركوا الابتداع للإتباع
إلى أن قال: ثم مَنَّ الله -وله الحمد- بالبقاء في مكة، والاجتماع بأئمة من علماء الحرمين ومصر، وإملاء كثير من الصحيحين وغيرهما، وأخذ الإجازة من عدة علماء -والحمد لله-"، وبهذا القول يتبين لنا نوعية المادة العلمية التي حصَّلها الصنعاني، ولاشك أنها أثَّرت في تكوينه العلمي الذي فاق به على غيره، ولم يذكر لنا الصنعاني مشايخه هؤلاء، ولكن وقفت على كثير منهم، أذكرهم هنا، مع ذكر ترجمة موجزة عن كل علم مع ذكر العلوم التي أخذها الصنعاني عنهم:
١ - والده إسماعيل بن صلاح الأمير (ت ١١٤٦ هـ) بصنعاء، كان آية في الذكاء، وحقق الفقه والفرائض ودرّس واشتهر بالعلم وأخذ عنه ابنه الفقه والنحو والبيان.
٢ - الشيخ المقرئ الحسن بن حسين شاجور، قرأ عليه الصنعاني في علم التجويد في أثناء تأديته للحج في المرة الثالثة.