للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[فصل التاء مع النون]

٣٣٥٠ - " تناصحوا في العلم ولا يكتم بعضكم بعضاً، فإنه خيانة في العلم أشد من خيانة في المال". (حل) عن ابن عباس.

(تناصحوا في العلم) أي في تعليمه وأخذه وتعلمه ينصح الشيخ من يأخذ عنه يأمره بأخذ ما يلزمه وترك ما لا يلزمه ونصحه بإخلاص النية وإصلاح القصد وبإلقاء صغار المسائل قبل كبارها ونحو ذلك مما يكون أنفع للطالب وكذلك العلماء فيما بينهم ينصح بعضهم بعضا بالعمل بالعلم ونشره وإصلاح النية في ذلك. (ولا يكتم بعضكم بعضاً) بيان لنقص أطراف التناصح وإشارة إلى أنه الأهم لأن الأنفس تشح ببذل ما عندها وتحب الامتياز عن غيرها بمعرفة ما لا يعرف وهو مخصوص بكتم ما لا بد منه وما لا ضرر على القاصرين من الاطلاع عليه لحديث علي كرم الله وجهه "حدثوا الناس بما تسعه عقولهم أتحبون أن يكَذَّب الله ورسوله" (١) وشواهده كثيرة وقوله: (فإن خيانة في العلم) أي بكتمه وطيه عن نشره (أشد من خيانة في المال) فيه أن العلم وديعة عند من علمه الله يجب إيصالها إلى من طلبها من أهلها وإن كتمه عنهم أشد من كتم أموالهم والخيانة فيها وفيه أن خيانة العلم إما بكتمه أو بخلط الحق بالباطل فإن خيانة الأموال إما بكتمها أو ببعضها أو خلط الجيد منها بالزائف.

إن قلت: خيانة المال معاقب فاعلها وخيانة العلم كذلك فما وجه الأشدّية؟ قلت: العلم أشرف من المال وخيانة الأشرف أشد عقوبة فليس عقوبة من خان في قنطار كعقوبة من خان في دينار والعلم أمانة الله سبحانه في قلوب


(١) أخرجه البخاري تعليقا (١٢٧) باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أن لا يفهموا.

<<  <  ج: ص:  >  >>