للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الراء مع الفاء]

٤٤٤٥ - " رفع عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه". (طب) عن ثوبان (صح).

(رفع عن أمتي الخطأ) أي إثمه لا حكمه فإنه يجب الضمان كما عرف في الفروع ولا ذاته فإنه واقع من الأمة اتفاقاً. (والنسيان) كذلك ما لم يتعاط سببه حتى فوت الواجب فإنه يأثم. (وما استكرهوا عليه) أي ورفع عنهم إثم ما أكرههم الغير على فعله مما لا يحل، قال القاضي: ومفهومه أنه كان يؤاخذ بالخطأ والنسيان أولاً إذ لا تمتنع المؤاخذة بهما عقلاً فإن الذنوب كالسموم فكما أن تناولها يؤدي إلى الهلاك وإن كان خطأ فتعاطى الذنوب لا يبعد أن يفضي إلى العقاب وإن لم يكن عزيمة لكنه تعالى وعدنا التجاوز عنه رحمةً وفضلًا ومن ثمة أمر الإنسان بالدعاء به استدانة واعتداداً [٢/ ٥٤٢] بالنعمة انتهى.

قلت: هذا أخذ بمفهوم الاسم وهو مطرح وعلى نفي التقبيح العقلي والتحسين وهو باطل كما أوضحناه في "إيقاظ الفكرة" وأما الدعاء بربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، فتقيد نظير (وقل رب احكم بالحق) على أنه لا يحكم إلا به وأما فائدة الإخبار هنا منه - صلى الله عليه وسلم - بالإعلام فإن ما أكره عليه العبد نظير ما وقع عنه اسمه أصالة فهو المقصود بالأخبار وذكرهما إرهاصًا له من باب إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون، وأما التعبير بالرفع فهو لا يستلزم أنه كان تم رفع بل هو كما عبر به في رفع القلم الآتي قريباً. (طب) (١) عن ثوبان) رمز المصنف بصحته وهو


(١) أخرجه الطبراني في الكبير (٢/ ٩٧، رقم ١٤٣٠)، قال الهيثمي في المجمع (٦/ ٢٥٠): فيه يزيد بن ربيعة الرحبي وهو ضعيف، وأخرجه الضياء في الشاميين (رقم ١٠٩٠)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٣٥١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>