للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[اللام مع الهاء]

١٤٣٦ - " الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضًا بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن أذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله يوشك أن يأخذه (ت عن عبد الله بن مغفل) " (صح).

(الله الله في أصحابي) منصوب على التحذير أي أحذركم الله فيهم ثم كرر وحذف فعله وجوبًا (لا تتخذوهم غرضا بعدي) بيانًا لما حذر منه وهو بفتح الغين المعجمة والراء وبالضاد المعجمة وهو الهدف يرمى فيه لا تتخذوهم هدفا ترمونهم بسهام ألسنتكم بالذم والوقيعة (فمن أحبهم فبحبي أحبهم) بسبب حبهم إياي أحبهم فمن أحب إنسانًا أحب صاحبه كما قيل: ويكرم ألف للحبيب المكرم.

بل بالغ الشعراء في ذلك كما قيل في حب من لونه لون الحبيب (١):

أحب لحبها السودان حتى ... أحب لحبها سود الكلاب

(ومن أبغضهم فببغضي) أي بسبب بغضه إياي (أبغضهم) إذ لو أحبني لما أبغض أصحابي (ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله) وقد توعد الله من أذاه تعالى ومن آذى رسوله وتوعد من أذى المؤمنين فمن أذى الصحابة في حياتهم وبعد وفاتهم فقد أذى الثلاثة (ومن آذى الله) وأذيته تعالى مجاز ومشاكلة وإلا فالعبد لا يبلغ مضرة ربه بالإيذاء فالمراد من فعل ما يكرهه الله (يوشك) يشرع لفظًا ومعنى (أن يأخذه) وهذا الحديث وما بعده من اللام مع اللام فحقه التقديم على الذي قبله كما لا يخفى، وفي الجامع الكبير جعل هذا وما بعده في


(١) منسوب إلى أبي الهدى الصيادي.

<<  <  ج: ص:  >  >>