والكتاب ديوان عظيم، برز فيه الجهد والجد الذي يتميز به المؤلف -رحمه اللَّه- وظهرت فيه شخصيته من خلال كثرة أحكامه على الأحاديث، أو الرواة أو المسائل الفقهية أو العقدية الكثيرة. واعتنى عناية كبيرة في بيان الفروق بين النسخ من الجامع الصغير وبين شرحي المناوي، وذكر الرموز التي رمز بها السيوطي على الأحاديث لبيان حكم الحديث.
[وصف النسخة المعتمدة في التحقيق]
لمَّا كان من المسلّم به اهتمام كل محقق بجمع النسخ الخطية للكتاب المراد تحقيقه؛ للاطلاع عليها، واختيار ما يصلح للاعتماد، ليخرج النص سليماً قويماً؛ فقد سعيت ببذل جهدي للوصول إلى ما يمكن من نسخ هذا الكتاب.
وبعد جولة في فهارس المكتبات، وجدت أن للكتاب المراد تحقيقه نسخةً واحدةً، وهي الوحيدة الكاملة التي جعلتها أصلاً للتحقيق، وهي التي أملاها المؤلف على ابنه، ثم قرئت على المؤلف غير مرة؛ لأنه ورد في مواضع:"بلغ المواجهة الرابعة"، وأضاف بعض التعليقات عند تلك المراجعات -ذكرتُها كلها في الحاشية، وهي محفوظة في مكتبة الأحقاف/ مجموعة الكاف برقم: ١٧ حديث.
[وإليك وصف النسخة المعتمدة]
الجزء الأول: نسخة مجدولة نسخت بقلم نسخي مهمل النقط أحيانا، نسخها بعناية المؤلف ابنه في سنة ١١٥٨هـ، والنسخة مقابلة، وكتب المتن بالحمرة، وبها آثار الرطوبة، وعليها تملك/ عمر بن إبراهيم بن مؤسس السندي من عام ١٢٤٩ هـ. عدد أوراقها: ٢٤٦ ورقة، ٣٢ سطراً، ومقاس الصفحة ٢٢ × ٣١ سم، وجاء في صفحة العنوان: هذا السفر العظيم لديّ عارية لسيدي مولاي العلامة الأورع الدرة الثمينة من أبناء البطين/ محمَّد بن إسماعيل الأمير حفظه الله تعالى، بتاريخ شهر ربيع آخر ١١٧٠هـ، وكتبه الفقير إلى الله تعالى / محمَّد بن عز الدين محسن النعمي لطف الله به.