أي هذا حرف الباء أو حرف الباء هذا، قال الواسطي: إذا دار الأمر بين كون المحذوف مبتدأ أو خبر فالأولى كون المحذوف المبتدأ لأن الخبر محط الفائدة، وقال العبدي: الأولى كونه الخبر لأن التجوز في آخر الجملة أسهل ولا كلام في جواز الأمرين إنما الكلام في الأولى حيث لا قرينة بغير المحذوف وإضافة حرف إلى الباب إضافة العام إلى الخاص أي حرف له اختصاص بالباء أي بذكر الجملة التي أولها باء (١).
٣٠٩٦ - "بسم الله الرحمن الرحيم" مفتاح كل كتاب". (خط) في الجامع عن أبي جعفر معضلاً.
(بسم الله الرحمن الرحيم) أي هذا اللفظ فقد جعله مبتدأ لأنه أريد به اللفظ وأخبر عنه بقوله. (مفتاح كل كتاب) والمفتاح اسم الآلة من فتح والكتاب مصدره كتبه كتبًا وكتابًا خطه والكتاب أيضًا ما يكتب فيه والمعنى أن هذا اللفظ آلة لكل مخطوط ومكتوب لا يدخل إليه إلا به كما أنه لا يدخل المنغلق إلا بالمفتاح فيحتمل أن الإضافة عهدية وأن المراد كل كتاب من كتب الله المنزلة على رسله فهو إخبار عن تشريع الله سبحانه وسنته في كتبه وأنه افتتح كل كتبه بها، ويحتمل أنها جنسية إعلام منه تعالى لعباده عما سببه من شرعه لهم أن يفتح كل ما يصدق عليه أنه كتاب بالتسمية واعترض الأول بأنه ينافي ما ورد من حديث ضعيف أن التسمية اختص بها الأمة ودفع بأنه لضعفه لا يعول عليه كيف وقد ثبت أنه كتبها سليمان عليه السلام في صدر كتابه ويؤيد الاحتمال الثاني حديث:
(١) انظر: الإتقان في علوم القرآن (٢/ ١٦١، ١٦٢) قاعدة (٣، ٤) رقم (٤٥٨٤ - ٤٥٨٥).