٣٩٠٥ - " خفف على داود القرآن فكان يأمر بدوابه فتسرج فيقرأ القرآن من قبل أن تسرج دوابه ولا يأكل إلا من عمل يده". (حم خ) عن أبي هريرة (صح).
(خفف) مغير صيغة. (على داود القرآن) أي سهل عليه وفسر له القرآن أي تلاوته وأراد به الزبور أو التوراة وسماه قرآنا لاعتبار معناه اللغوي وهو الجمع وقيل لأنه قصد به إعجازه من جهة القراءة وهذا كان من معجزاته وقرآن كل نبي يطلق على كتابه الذي آتاه الله وقيل أريد بالأول القرآن والثاني الزبور. (فكان يأمر بدوابه فتسرج) أي يوضع عليها السراج. (فيقرأ القرآن) أي الزبور. (من قبل أن تسرج دوابه) أي يفرغ من قراءته من قبل تمام إسراجها قال الشارح: فقد دل الحديث على أنه سبحانه يطوي الزمان لمن يشاء من عباده كما يطوى لهم المكان.
قلت: ما هنا طي زمان بل توسعة فيه عليه فقط ولا دلالة في الحديث إلا على أنه يسر عليه جريان الحروف على فمه والكيفية مجهولة لنا ولهذا كان هذا الفعل من معجزاته ثم نقل عن ابن أبي شريف أن أبا طاهر المقدسي كان يقرأ في اليوم والليلة خمس عشرة ختمة انتهى.
قلت: هذا أمر لا يذعن به العقل ولا ورد به عن المعصوم - صلى الله عليه وسلم - النقل فهذا النقل مبني على تهوكات صوفية وأمور ذوقية لا نؤمن بها ولا نقبل إلا ما جاء عن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - من الأخبار في الخوارق ولو كان هذا صحيحا لكان أحق الناس به الصحابة ليتسع حفظ كتاب الله تعالى وتنتشر على كل لسان وما ورد إلا أنه كان يأخذ الواحد فيهم الآيات الثلاث ويحزبون القرآن أحزابًا وكان المصطفى