وقال تحت حديث رقم (١٨٥٤): "إن الله تعالى يتجلى لأهل الجنة": اعلم أن هذا التجلي وذكر الكرسي والقعود عليه مما ثبت، يجب الإيمان به ولا نكيف بل ننزه الرب عن مشابهة المخلوقات، ونؤمن بما جاء عنه وعن رسوله، ونوكل بيان معناه إليه تعالى كما في الآيات المتشابهة، وقد قدمنا أن هذا أحد الوجوه، وهو أسلمها، وفي الناس من يتأول ذلك.
وكثيراً ما ينقل كلام بعض العلماء المؤوِّلين ثم يعقب عليه كقوله تحت حديث رقم (١٩٣٥): "إن الله تعالى يمهل حتى إذا كان ثلث الليل الآخر ... " نقل كلام ابن الأثير وفيه تأويل فعلق عليه بقوله: وهذا على رأي، وأما غيرهم فيقولون نؤمن به ولا نكيفه ولا نؤوّله، وهو أولى.
وقال تحت حديث رقم (١٧٤٥): "إن الله تعالى غيور يحب الغيور ... ": والسكوت عن التأويل في إطلاقه (غيور) عليه تعالى أسلم من الخوض في تأويله.
وقال تحت حديث رقم (١٧٤٦): "من عادى لي ولياً ... " بعد أن نقل كلام أحد العلماء في التأويل تعقبه بقوله: وطريقة عدم التأويل أسلم.
[٤ - ثناؤه على أئمة أهل السنة والجماعة]
من المعلوم أن من أمارة أهل البدع الوقيعة في أهل السنة وتنقيصهم ورميهم بما ليس فيهم حقدًا وبغضًا، وهذا شأن المبتدعة في كل زمان ومكان. وأهل الحق والهدى يعرفون لسلف هذه الأمة والسائرين على منهج الرسول - صلى الله عليه وسلم - فضلهم ومكانتهم، ومن هنا نجد الصنعاني يثني كثيراً على ابن تيمية وابن القيم، كما يدافع عنهما كثيراً.
فقد قال تحت حديث رقم (٣٠٢٣): "الأبدال من الموالي": قال الشارح: وإنما خالف المصنف عادته باستبعاد هذه الطرق إشارة إلى بطلان زعم ابن