عاش الصنعاني في اليمن، في القرن الثاني عشر، وقد اتسم عصره بكثرة الاضطرابات، والقلاقل، والثورات، وحوادث التمرد، لدرجة ثورة الابن علي أبيه، والأخ على أخيه، ذلك كلُّه من أجل الإمارة، ولعل السبب في كثرة هذه الثورات ما ينادي به المذهب الزيدي من أن الإِمام لا يكون إمامًا حتى يخرج داعياً إلى نفسه، ولا يقوم بالتقية، وأن يكون فاطمياً، وجامعاً لعلوم الاجتهاد.
وقد عاصر الصنعاني ستة من الأئمة الذين تولوا حكم اليمن، تشابهت أسماؤهم وأنسابهم وألقابهم، وهم:
١ - محمَّد بن أحمد بن الحسن بن الإِمام القاسم بن محمَّد، صاحب المواهب.
٢ - المنصور بالله: الحسين بن القاسم بن المؤيد بالله، محمَّد بن الإِمام القاسم.
٣ - المتوكل على الله: القاسم بن الحسين بن أحمد بن الحسين.
٤ - الناصر: محمَّد بن إسحاق بن الإِمام المهدي، أحمد بن الحسن بن الإِمام القاسم.
٥ - المنصور بالله: الحسين بن المتوكل على الله: القاسم بن الحسين.
٦ - المهدي لدين الله: العباس بن الإِمام المنصور بالله، الحسين بن الإِمام المتوكل على الله.
وقد أنكر الصنعاني المنكرات التي كانت تحيط به في أيام المهدي صاحب المواهب فقال: "ولقد استرسل أهل الأمر في هذه الأعصار في أخذ الأموال في العقوبة استرسالاً ينكره العقل والشرع، وصارت تناط الولايات بجهال لا يعرفون من الشرع شيئاً، ولا من الدين أمراً، فليس همهم إلا قبض المال من كل