للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الراء مع الحاء المهملة]

٤٣٩٦ - " رحم الله أبا بكر: زوجني ابنته، وحملني إلى دار الهجرة، وأعتق بلالاً من ماله، وما نفعني مال في الإِسلام ما نفعني مال أبي بكر، رحم الله عمر: يقول الحق وإن كان مرا، لقد تركه الحق وما له من صديق، رحم الله عثمان: تستحيه الملائكة، وجهز جيش العسرة، وزاد في مسجدنا حتى وسعنا، رحم الله عليا: اللهم أدر الحق معه حيث دار" (ت) عنه علي (صح).

(رحم الله أبا بكر) إنشاء بلفظ الخبر أي نجاه وأنعم عليه في الدارين. (زوجني ابنته) عائشة رضي الله - رضي الله عنها -. (وحملني إلى دار الهجرة) إلى المدينة لأنه صحبه ولأنه أعطاه ناضحا كان له يركب عليه وإن كان بقيمته كما عرف في كتب السيرة. (وأعتق بلالاً من ماله) وذلك أنه شراه من سيده لما رآه يعذبه على إسلامه فشراه وأعتقه. (وما نفعني مال في الإِسلام ما نفعني مال أبي بكر) روى ابن عساكر (١) أنه أسلم وله أربعون ألف دينار فأنفقها عليه - صلى الله عليه وسلم -، قال ابن المسيب: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقضي في مال أبي بكر كما يقضي في مال نفسه، قال في العوارف: فيه دليل على شكر المحسن على الإحسان والدعاء له وأنه لا ينافي كمال التوحيد كما عرف في غيره. (رحم الله عمر: يقول الحق وإن كان مرًّا) على من هو عليه أو كان على عمر نفسه مرا لأنه يصدم به الصديق والقريب والبعيد ويكلف نفسه على قوله وإن شق عليه. (لقد تركه الحق وما له من صديق) لأنه لا يتركه وأكثر الخلق لا ينقادون له وفيه تأسية لمن قال الحق وعمل به وهجره الناس، وفيه أن رضا الله مقدم على كل ما سواه. (رحم الله عثمان) هو ابن عفان.


(١) انظر: تاريخ دمشق (٣٠/ ٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>