للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المعرف باللام من الراء]

٤٤٧٣ - " الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء". (حم د ت ك) عن ابن عمرو، زاد (حم ت ك) "والرحم شجنة من الرحمن: فمن وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله".

(الراحمون) أي ذو الرحمة من عباد الله لمن في أرضه من حيوان، آدمي وغيره بالإحسان وكف الظلم والتوجع والسعي في إصلاح حالهم وهو جمع راحم قال الجويني في ينابيع العلوم: حكمة إتيانه بالراحمين جمع راحم دون الرحماء جمع رحيم وإن كان غالب ما ورد من الرحمة استعمال الرحيم لا الراحم لأن الرحيم صيغة مبالغة فلو عبر بجمعها اقتضى الاقتصار عليه فأتى بجمع راحم إشارة إلى أن العباد منهم من قلّت رحمته فيصح وصفه بالراحم فيدخل في ذلك ثم أورد على نفسه حديث "إنما يرحم الله من عباده الرحماء" (١) فقال: إن ثم جواباً أحق أن يكتب بماء الذهب على صفحات القلوب وهو أن لفظ الجلالة دال على العظمة والكبرياء ولفظ الرحمن دال على كمال العفو بالاستقراء فحيث أتى بلفظ الجلالة لم يناسب معها إلا ذكر ما هو أكمل في الرحمة انتهى. (يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى) أي يتفضل عليهم بعفوه وغفرانه وبره وإحسانه جزاءً وفاقاً. (ارحموا من في الأرض) عم في الأمر بعد وعد من اتصف بالرحمة برحمته وعم كل من في الأرض ولا ينافيه الأمر [٢/ ٥٤٧] بقتل الكفار ورجم الزناة والحدود؛ لأنها من الرحمة فإنها من باب إنزال أخف العقوبتين ودفع أثقلهما. (يرحمكم من في السماء) أي من رحمته عامة لأهل السماء الذين هم أكثر وأعظم من أهل


(١) أخرجه البخاري (١٢٢٤، ٦٢٧٩)، ومسلم (٩٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>