٤٥٨١ - " سأحدثكم بأمور الناس وأخلاقهم: الرجل يكون سريع الغضب، سريع الفيء، فلا له ولا عليه كفافاً، والرجل يكون بعيد الغضب سريع الفيء فذاك له ولا عليه، والرجل يقتضي الذي له، ويقضي الذي عليه، فذاك لا له ولا عليه، والرجل يقتضي الذي له ويمطل الناس الذي عليه فذاك عليه ولا له". البزار عن أبي هريرة.
(سأحدثكم بأمور الناس وأخلاقهم) أي بصفاتهم وما هم عليه من الطبقات المختلفة ثم بين ذلك بالاستئناف بقوله: (الرجل يكون سريع الغضب) فيما يقتضي الغضب. (سريع الفيء) أي الرجوع عن غضبه وإذا كان كذلك. (فلا له) فضل أو أحد في رجوعه. (ولا عليه) وزر أو ذم في غضبه والمراد ما لم يكن قد نشأ عن غضبه مفسدة. (كفافاً) حال من فاعل يكون لا له ولا عليه حال كونه كافًّا لخيره وشره بما اتصف به من سرعة الغضب وسرعة الفيئة. (والرجل يكون بعيد الغضب) أي لا يغضب إلا عن أمر عظيم. (سريع الفيء) أي الرجوع عن غضبه. (فذاك له) أي أجر ومدح لسرعة فيئه وبعد غضبه. (ولا عليه) أي ليس عليه وزر ولا ذم، واعلم أن هذين قسمين من أربعة أقسام قد مضت والأخيران: سريع الغضب بطيء الفيء فهذا عليه لا له وبعيد الغضب بعيد الفيء فهذا عليه لا له ثم ذكر صفات باعتبار القضاء والاقتضاء فقال: (والرجل يقتضي الذي له) أي على غيره. (ويقضي الذي عليه) لغيره. (فذاك لا له) فضيلة. (ولا عليه) نقيصة لأنه لم يأت بإحسان ولا إساءة. (والرجل يقتضي الذي له ويمطل الناس الذي عليه) أي يستوف القضاء من وقت إلى وقت مع