للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الزاي مع الراء]

٤٥٣٨ - " زر القبور تذكر بها الآخرة، واغسل الموتى، فإن معالجة جسد خاو موعظة بليغة، وصل على الجنائز لعل ذلك يحزنك، فإن الحزين في ظل الله يوم القيامة يتعرض لكل خير". (ك) عن أبي ذر.

(زر) أي يا أبا ذر لأن الخطاب له. (القبور تذكر بها الآخرة) مجزوم جواب الأمر أي إن تزر تذكر لأن الإنسان إذا شاهد القبر يذكر الموت ونزوله باللحد وما بعده من الأهوال وفيه عظة واعتبار والمراد تذكر بها الآخرة ليعمل لها لا ذكرا مجردا عن العمل قال الغزالي (١): فيه ندب زيارة القبور لكن لا يمسح القبر ولا يقبله فإن ذلك عادة النصارى قال: وكان ابن واسع يزور يوم الجمعة ويقول: بلغني أن الموتى يعلمون من زارهم يوم الجمعة ويوم قبله ويوم بعده. (واغسل الموتى، فإن معالجة جسد خاو) بالمعجمة أي خال عن الزور من قوله تعالى: {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً} [النمل: ٥٢]. (موعظة بليغة) أي عبرة يعتبر بها العامل بالغة غاية في الاعتبار فإنه يعالج جسداً لا حراك به ولا سمع ولا بصر ولا نطق وبه كان سميعاً بصيراً ناطقا متحركا في الساعة الأولى فأي عبرة وعظة أبلغ من ذلك وتعلم أنك عن قريب سائر إلى ذلك. (وصل على الجنائز لعل ذلك يحزنك) فتنكسر نفسك وتكره إليك دار الفناء. (فإن الحزين في ظل الله) أي ظل عرشه. (يوم القيامة يتعرض لكل خير) من إفاضة رحمة ومغفرة وإدخاله جنته وفيه أنه يبتغي بطلب ما يحزن القلب ويكسر النفس ويذكر بالآخرة كحضور مقامات الوعاظ والخطباء والذاكرين والتالين. (ك) (٢) عن أبي ذر)


(١) إحياء علوم الدين (٤/ ٤٩١).
(٢) أخرجه الحاكم (١/ ٥٣٣، ٤/ ٣٦٦)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٣١٧٠)، والضعيفة =

<<  <  ج: ص:  >  >>