١ - " إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه (ق٤) عن عمر بن الخطاب، (حل قط) في غرائب مالك عن أبي سعيد، بن عساكر في أماليه عن أنس، الرشيد العطار في جزء من تخريجه عن أبي هريرة".
(إنما الأعمال بالنيات) قدَّمه المصنف وإن لم يكن محله، بالنظر إلى ترتيبه، فإن محله الهمزة مع النون، تبركًا به، واقتداءً بإمام المحدثين أبي عبد الله البخاري رحمه الله على رواية الإسماعيلي، فإنَّه رواه قبل الترجمة، قال ابن منده: إنما أورده البخاري للتبرك، وكذا نقول: ها هنا أورده المصنف رحمه الله تبركًا بذلك، وبيانًا لحسن مقصده، وقد قدَّمه على حرف الهمزة، واكتفى بإيراده هنا عن إعادته في محلِّه، فلا غنى عن التكلم هنا على معناه: فإنه حديث شريف مفيد حتى قال أبو عبد الله (١): ليس في أخبار النبي صلى الله عليه وسلم شيء أجمع وأغنى وأكثر فائدة من هذا الحديث، واتفق ابن مهدي والشافعي وابن المديني وأحمد وأبو داود والدارقطني على أنه: ثلث الإسلام، ومن الناس من قال: ربعه، ووجه القول الأول: أن كسب العبد يكون بقلبه ولسانه وجوارحه، فالنية أحد الثلاثة، وأرجحها، وقال أحمد بن حنبل: بل لأنَّه ثلث القواعد الثلاث التي ترد إليها الأحكام، والثلثان الآخران حديث:"من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردٌّ"،