"كذا في أصول متعددة وفي مسند الفردوس: أنه أخرجه أبو داود عن ابن عمر.
وقال تحت حديث (١٨٩٨): "إن الله تعالى يدخل بلقمة الخبز وقبضة التمر ومثله مما ينفع المسكين ... ":
(وقبضة التمر) بالضاد المعجمة ما يقبضه الإنسان بيده وقال الشارح: بالصاد المهملة وهو خلاف ما رأيناه فيما قوبل على خط المصنف.
هذه الأمثلة وغيرها -كثير- وهي تدل على اعتماد الصنعاني على أكثر من نسخة صحيحة مقابلة للجامع الصغير وألزم نفسه بمقابلتها ومقارنتها ثم الترجيح ما يراه راجحا. وهذا جهد بالغ وحرص نافع سلكه ليريح من يقرأ كتابه.
[موقفه من المناوي]
لم يكتف الصنعاني بتعقب المناوي في بعض الرموز بل تعقبه في بعض النقول، فهذا رأى نقلا أو كلاماً يحتاج إلى تعليق أو توضيح أو نقد فعل ذلك وأجاد.
[نقده للنقول]
نقد الصنعاني للمناوي في شرح بعض الأحاديث فمن أمثلة ذلك:
قال الصنعاني تحت حديث رقم (٧٤٤٠): "لو قيل لأهل النار إنكم ماكثون في النار": قال الشارح: نبّه به على أن الجنة باقية وكذا النار، وقد زلّت قدم ابن القيم: فذهب إلى فناء النار تمسكا بمثل خبر البزار عن ابن عمرو موقوفاً "يأتي على النار زمن تخفق أبوابها ليس فيها أحد" وهذا خلل بين، فإن المراد من الموحدين، كما بينته رواية ابن عدي عن أنس مرفوعاً: "ليأتين على جهنم يوم تصفق أبوابها ما فيها من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - أحد" انتهى.
قلت (الصنعاني): هذا عدم إنصاف منه في نقل كلام ابن القيم فإنه لم يقتصر