البخاري، ولا طيف برأسه في الدنيا، ولا سُبي أحدٌ من أهل الحسين؛ بل الشيعة كتبوا إليه وغرّوه، فأشار عليه أهل العلم والنُّصح بأن لا يقبل منهم، فأرسل ابن عمه مسلم بن عقيل، فرجع أكثرهم عن كتبهم، حتى قُتل ابن عمه، ثم خرج منهم عسكرٌ مع عمر بن سعد حتى قتلوا الحسين مظلومًا شهيدًا أكرمه الله بالشهادة كما أكرم بها أباه وغيره من سلفه سادات المسلمين.
ونحن لا نقول في يزيد إلا كما قاله شيخ الإِسلام ابن تيمية: كان ملكاً من ملوك المسلمين له حسنات وسيئات ولم يولد إلا في خلافة عثمان ولم يكن كافراً ولكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين وفعل ما فعل بأهل الحرة، ولم يكن صحابياً ولا من أولياء الله الصالحين وهذا قول عامة أهل العقل والعلم والسنة والجماعة.
[٨ - ومما يؤخذ على الصنعاني إطلاقه على علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - لفظ (الوصي)]
وهذا ثابت عن الصنعاني في مواضع من كتابه هذا، فقد قاله في شرح حديث برقم (١٦٨٧): "إن الله تعالى أمرني أن أزوج فاطمة من علي".
وقالها تحت حديث برقم (٥٦٤٧)"العباس وصيي": كأنه أمر خاص وإلا فقد ثبت أن علياً كرم الله وجهه وصيه كما حققناه في الروضة الندية. (مع أن الحديث المذكور موضوع).
وتحت حديث رقم (٩٣٦٦)"نهى عن المراثي": والمراد به النهي عن النياحة وأما المراثي في العرف وهي التحزن على الميت بالأشعار فهذا قد فعله حسَّانُ والبتولُ رضي الله عنهما وغيرهما من السلف في زمانه - صلى الله عليه وسلم - وما زال الناس عليه وفعله الوصي.
وكذلك تحت حديث رقم (٨٩٤٧)"من كان حالفاً فلا يحلف إلا بالله" قال الصنعاني: كما هو رأي الوصي.
وقال تحت حديث رقم (٨٩٨١)"من كنت مولاه فعلي مولاه": وما فيه من