وقال تحت حديث رقم (٤١٣٢)"الخوارج كلاب النار": سئل الوصي كرم الله وجهه عنهم هل هم كفار؟. وغيرها من مواضع.
وفي مواضع من مؤلفاته الأخرى.
وهذا اللفظ من إطلاقات الرافضة، حيث يزعمون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وصَّى بالخلافة لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، يُفهم من هذه الإطلاقات أنه يذهب مذهب الشيعة الإمامية والزيدية في إثبات وصية النبي - صلى الله عليه وسلم - (بالخلافة) لعلي - رضي الله عنه - وقد وضع الشيعة أحاديث في هذا الأمر، وقد أشار الشوكاني أن أحاديث وصايا علي بن أبي طالب كلها موضوعة. وهذا الغلو في علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - يعد مصداقاً لما جاء في كتاب السنة لابن أبي عاصم حيث أخرج من طريق علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنه قال:"ليحبني قوم حتى يدخلوا النار فيّ، وليبغضني قوم حتى يدخلوا النار في بغضي". قال الشيخ محمَّد ناصر الدين الألباني رحمه الله: وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
إن إطلاق لقب (وصي) على من يخلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في تصريف شؤون المسلمين لم يعرف عند المسلمين، فمن المعلوم أن أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - هو الذي تولى أمور المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولم ينقل عن أحد منهم أنه أطلق عليه لقب (وصي رسول الله) حتى من الذين قالوا بالنص على خلافته، ثم أتى بعده عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وقد كان أوصى إليه أبو بكر بالخلافة قبل وفاته، ومع هذا لم يطلق عليه لقب (وصي) بل كان يطلق عليه (خليفة خليفة رسول الله) ثم أطلق عليه فيما بعد لقب (أمير المؤمنين) وذلك للاختصار، ثم أطلق هذا اللقب على عثمان - رضي الله عنه - ولم يوجد أحد من المسلمين أطلق لقب (وصي) على أحد من الخلفاء الثلاثة، إلا ما كان من ابن سبأ وممن غرر بهم من عوام الناس، عندما أحدث القول بالوصية، وزعم أن عليا وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وكان ذلك في زمن عثمان بن