عفان - رضي الله عنه - فبهذا يتضح أن أصل لقب (وصي) يهودي صرف، انتقل إلى الشيعة عن طريق ابن سبأ.
فالشيعة أحدثوا "عقيدة الوصي" وحشدوا لها عشرات الأدلة التي لا تنص عليها مباشرة ولا يُفهم منها ما يريدون إلا بتكلف وهم قد قرروا أنَّ الإمامة ثبتت بالنص فلمَّا لم يجدوا نصًّا صريحًا اتهموا سيد البشر صلوات الله وسلامه عليه لأنَّه لم يحقق مطلبهم وليس مطلب الله.
فقد تأثرت الشيعة بدعوة عبد الله بن سبأ اليهودي وأصبح عندهم من أصول دينهم إثبات الإمامة والوصية والولاية لعلي بن أبي طالب بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم والتبرءُ من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتكفيرهم والحكم بضلالهم لما فعلوه في علي بن أبي طالب وأخذهم الخلافة منه كما يزعمون.
ومن بعض الأحاديث التي يستدل بها الرافضة على الوصي من كتب أهل السنة منها:
حديث بريدة بن الحُصَيب الأسلمي (١).
عن محمَّد بن حميد، نا: علي بن مجاهد، نا: محمَّد بن إسحاق، عن شريك بن عبد الله، عن أبي ربيعة الإيادي، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لكل نبيٍ وصيٌّ، وإنّ علياً وصيي ووارثي".
قلت: هذا إسنادٌ ضعيفٌ جداً فيه:
١ - علي بن مجاهد الرازي، قال الحافظ ابن حجر:(متروك وليس في شيوخ أحمد أضعف منه).
(١) أخرجه أبو القاسم البغوي في: معجم الصحابة (٤/ ٣٦٣)، والحافظ الجورقاني في الأباطيل والمناكير (٢/ ١٥٠)، والموفق بن أحمد الخوارزمي في المناقب (رقم ٧٤)، والحافظ ابن عساكر (٤٢/ ٣٩٢) وابن الجوزي في الموضوعات (١/ ٢٨١) من طريق البغوي وعنه الذهبي: في تلخيص كتاب الموضوعات (ص ١٢٥).