٤٤٤٣ - " رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي، ورغم أنف دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة"(ت ك) عن أبي هريرة.
(رغم) بفتح الغين وتكسر أي لصق بالتراب وهو كناية عن حصول غاية الذل والهوان. (أنف رجل ذكرت) بالبناء للمجهول أي وقع الذكر منه أو من غيره. (عنده فلم يصل عليَّ) أي لحقه ذل وخزي مجازاة له على ترك تعظيمي لأن الصلاة عبارة عن تعظيمه فمن عظمه عظمه الله ومن لم يعظمه إهانه وحقر شأنه والفاء تفيد تعقيب الصلاة لذكره - صلى الله عليه وسلم - وفيه دلالة على وجوبها عليه كلما ذكر فإنه لا يدعوا على أحد إلا على تركه واجبا ويدخل في ذكره كتابة اسمه الشريف وكل اسم أو صفة تبادر فيها إرادته ويكفي الكاتب صلاته عليه لفظا والأول خطأ ولفظا لأن ببقاء الخط يصلي عليه كل قارئ له وهل يكفي الخط عن اللفظ فيه تردد. (ورغم أنف) رجل (دخل عليه رمضان فانسلخ قبل أن يغفر له) فإنه لشهر تغفر فيه الخطيئات وتضاعف فيه الطاعات فما ينسلخ إلا وقد غفر الله لمن أقبل على طاعته وتجاوز عن سيئاته فمن لم يغفر له فقد أتى من قبل نفسه ولا يهلك على الله إلا هالك وصار حقيقا بالدعاء بأن يرغم الله أنفه لتفريطه في جنب الله وإقباله على خلاف مراضيه. (ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر) قيد به لأنهما في ذلك أحوج ما يكون إلى بره وإلا فإن برهما مطلوب لله مطلقاً. (فلم يدخلاه الجنة) أي ببرهما فيتسبب عنه دخول الجنة قيل النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسل رحمة للعالمين وكان رءوفاً رحيماً فدعاؤه هذا على من أمن ببعد الرحمة ولعله فيمن اشتغل بشهواته عن مرضات ربه بعد أن دله - صلى الله عليه وسلم - على سبيل الفلاح فتجافى