للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحديث (ك عن أنس) رمز المصنف لصحته (١).

١٢٢١ - "أفش السلام، وابذل الطعام، واستحي من الله تعالى كما تستحيي من رجل من رهطك ذا هيئة، وليحسن خلقك، وإذا أسأت فأحسن، فإن الحسنات يذهبن السيئات (طب) عن أبي أمامة".

(أفش السلام) هو من فشا خبره إذ انتشر أريد هنا نشر السلام على كل أحد كما في حديث ابن عمر عند البخاري (٢): سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي الإسلام أفضل؟ قال: "تطعم الطعام وتقرئ السلام على من عرفت وعلى من لا تعرف" وبذل السلام يتضمن التواضع وأنه لا يتكبر على أحد بل بقوله لكل كبير وصغير وشريف ووضيع من يعرف ومن لا يعرف والمتكبر بضد هذا فإنه لا يرد السلام على من سلم عليه تكبرًا فكيف يبذله وقد ثبت من أخلاقه - صلى الله عليه وسلم - بذل السلام لكل أحد وأنه مر بصبيان فسلم عليهم ذكره مسلم (٣) وذكر الترمذي أنه مر بجماعة يمشون فأومأ بيده بالتسليم فقال ابن القيم (٤): الصواب في مسألة السلام على النساء أنه يسلم على العجائز وذوات المحارم دون غيرهن انتهى.

ومن فوائد إفشاء السلام [١/ ٣٥٧] ما أفادته هذه الأحاديث السبعة المسرودة من أن فيه السلامة وقد أطلقت هنا فيحمل على العموم أو يخص بالسلامة من شر المسلم عليهم بما في حديث أنس: "إذا مررتم بأهل الشِّرة فسلموا عليهم يطفئ عنكم شرهم ونارهم" (٥) تقدم أنه هو سبب للتحاب وهو مطلوب لله من عباده


(١) أخرجه الحاكم (٤/ ٣٣٥) وقال: حديثٌ صحيح على شرط الشيخين، وابن عساكر (١٩/ ٣١٠). وصححه الألباني في صحيح الجامع (١٠٨٤) والسلسلة الصحيحة (١٢٤٤).
(٢) أخرجه البخاري (١٢) ومسلم (٣٩) من رواية ابن عمرو.
(٣) أخرجه مسلم (٢١٦٨).
(٤) زاد المعاد (٢/ ٤١٢).
(٥) أخرجه البيهقي في الشعب (٨٩٠١) من رواية أنس وعنه أبان. وقال البيهقي أبان هذا هو ابن أبي عياش متروك.

<<  <  ج: ص:  >  >>