للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يوم القيامة كأنهما غمامتان) هو محمول على الحقيقة وأنه تعالى يجعل المعاني في النشأة الأخرى أعيانا وأجساما كما قدمنا الإشارة إلى ذلك ومن يأبى ذلك يحمله على التمثيل والغمامة: السحابة البيضاء (أو غيايتان) بالغين المعجمة فمثناة تحتية ثم ألف ثم مثناة تحتية ثم فوقية وهي كل ما أظل الإنسان فوق رأسه من سحابة وغيرها ويحتمل أنه شك من الراوي هل قال هذا اللفظ أو هذا (أو كأنهما فرقان) بكسر الفاء وسكون الراء ثم قاف والفرق القطعة من الغنم أي كأنهما قطعتان (من طير) جمع طائر وقد يقع على الواحد وهو هنا جمع لوصفه بالجمع وهو (صواف) جمع صافة وهو الطائر الباسط جناحيه وإذا لم تكن الواو شك من الراوي في الثاني فالمراد أنهما يأتيان مشابهان لهذا وهذا وهذا (تحاجان عن أصحابهما) تجادلان عنهم بالشفاعة بدليل صدر الحديث أو تجادلان عنه عند السؤال إذا خرس لسانه وتقلصت شفتاه وضاعت معاذيره (اقرءوا سورة البقرة) تخصيص بعد تخصيص فإنه عم أولاً بقراءة القرآن ثم خصص الزهراوين ثم خص البقرة دلالة على عظم شأنها (فإن أخذها بركة) لقارئها (وتركها حسرة) يعرف العبد ذلك في الآخرة (ولا تستطيعها) أي قراءتها (البطلة) قيل: السحرة وذلك لما فيها من ذكر حديث السحر وتعليمه وقيل كل ذي باطل وعدم الاستطاعة عبارة [١/ ٣٨٠] عن الخذلان وانتفاء النشاط عن تلاوتها وعدم التوفيق لذلك (حم م عن أبي أمامة) (١) رمز المصنف لصحته.

١٣٣٢ - "اقرءوا القرآن واعملوا به ولا تجفوا عنه ولا تغلوا فيه ولا تأكلوا به ولا تستكثروا به (حم ع طب هب عن عبد الرحمن بن شبل) ".

(اقرءوا القرآن واعملوا به) فإنه لذلك أنزله الله تعالى (ولا تجفوا عنه) بالمثناة الفوقية فجيم ساكنة من الجفاء وهو البعد عن الشيء أي تعاهدوه ولا تبعدوا


(١) أخرجه أحمد (٥/ ٢٤٩). ومسلم (٨٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>