للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [العنكبوت: ٢٥]، وهذا أعظم الحوامل على الشرك ولذا يقول الله في جهنم: {فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} [الزمر: ٧٢]، في غير آية وأما الضعفاء فالحامل لهم على الشرك أيضًا محبة الدنيا لأنهم أطاعوا الكبراء لينالوا معهم الجاه والمال لذلك قالوا: {رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا} [الأحزاب: ٦٧]، وقال أهل النار منهم: {إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ} [إبراهيم: ٢١]، فهذا الشرك أبو كل معصية ورأسها يتفرع عن حب الدنيا وكل ذنب فما سببه إلا حبها ولذا جاء: "حب الدنيا رأس كل خطيئة" (١) وليس المراد من الدنيا المال بل كل ما هو من حظوظ الدنيا وليس من حظوظ الآخرة فإنه من الدنيا (فر عن ابن مسعود) (٢).

١٣٧٠ - "أكبر الكبائر سوء الظن بالله (فر) عن ابن عمر (ض) ".

(أكبر الكبائر سوء الظن بالله) هو من صفات المنافقين والمشركين: {وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا} [الفتح: ١٢]، وكما قال: {وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ} إلى قوله: {الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ} [الفتح: ٦]، وقال: {يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ} [آل عمران: ١٥٤]، وظن السوء بالله -عز وجل- هو أن يظن به غير ما يليق بجنابه العلي وبأسمائه الحسنى وبصفاته العلى وبذاته المبرأة عن الأسوأ وأن يظن به خلاف ما يليق بحكمته وحمده وتفرده بالربوبية والإلهية وخلاف ما يليق بوعده الصادق الذي لا يخلفه وأكثر الناس يظنون بالله غير الحق ظن


(١) أخرجه أبو نعيم في الحلية (٦/ ٣٨٨) من قول عيسى -عليه السلام- وأورده ابن رجب في جامع العلوم والحكم (ص: ٣٠٠) من قول جندب بن عبد الله الصنعاني.
(٢) أخرجه الديلمي (١٤٦٨). قال المناوي (٢/ ٧٨): فيه حمد بن أبو سهيل، قال في الميزان: طعن ابن منده في اعتقاده وقال العجلوني (١/ ٢٠٠): رواه الديلمي، وهو ضعيف وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (١٠٨٧) والسلسلة الضعيفة (٢٨٧١) وقال: وهذا إسناد ضعيف، رجاله كلهم ثقات معروفون من رجال الستة، غير أبي جعفر محمَّد بن عبد الله بن عيسى بن إبراهيم فلم أعرفه.

<<  <  ج: ص:  >  >>