للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حذيفة: "ما تلاعن قوم قط إلا حق عليهم القول" (١) وقال عمران بن حصين: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره إذا امرأة من الأنصار على ناقة لها فضجرت منها فلعنتها فقال - صلى الله عليه وسلم -: "خذوا ما عليها وأعروها فإنها ملعونة" (٢) قال: فكأني أنظر إلى تلك الناقة تمشي في الناس لا يتعرض لها أحد، وقال أبو الدرداء: ما لعن أحد الأرض إلا قالت: لعن الله أعصانا لله، واللعن: عبارة عن الإبعاد والطرد من الله وذلك غير جائز إلا على من يتصف بصفة تبعده عن الله وهو الكفر والظلم.

التاسعة: الغناء والشعر فالغناء قد عرفت من الأحاديث الدالة على أنه مذموم والشعر يذم منه إن كان فيه فحش أو ذم لمن لا يستحق أو نحوه وليس نظم الشعر [١/ ٣٩٤] وإنشاده حرام إذ قد أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حسان بهجو الكفار ومدحه كعب وسمع نشيده وكانوا ينشدون عنده فيقرهم وقد كان يستنشد أحيانًا كاستنشاده شعر أمية بن أبي الصلت.

العاشر: المزاح والمجون إلا اليسير منه، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "لا تمار أخاك ولا تمازحه" (٣) والمنهي عنه الإكثار منه وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يمزح نادرًا، ولا يقول إلا حقًا.

الحادية عشرة: السخرية والاستهزاء وهو محرم قال تعالى: {لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ ...} [الحجرات:١١] الآية. ومعنى السخرية الاستحقار والإهانة والتنبيه على العيوب والنقائص على وجه يضحك منه وقد يكون ذلك بالمحاكاة في القول والفعل وقد يكون بالإشارة والإيماء وإذا كان بحضرة المستهزأ به لم يكن غيبة وفيه معنى الغيبة.


(١) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (٣١٨)، والبيهقي في الشعب (٥١٥٩).
(٢) أخرجه مسلم (٢٥٩٥).
(٣) سبق تخريجه قريبًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>