للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

- صلى الله عليه وسلم - على الدقيق منه فقال: "لا يقول أحدكم ما شاء الله وشئت ولكن ليقل: ما شاء الله تعالى ثم شئت" (١)، وذلك لأنّ في العطف بالواو تسوية الشركاء. فكيف من يقول: أنا على الله وعليك، وأنا بالله وبك، ونحو ذلك من كلام تقشعر منه الجلود ويحكم عليه بالتحريم.

العشرون: سؤال القوم عن صفات الله والخوض منهم في ذلك لإلقاء الدقائق والأشياء الغامضة فهذه جملة لطيفة من آفات اللسان وهي أضعاف ما ذكرنا وفيما ذكرناه معرفة أن أكثر خطايا بني آدم في اللسان (طب هب عن ابن مسعود) (٢) سكت عليه المصنف فيما رأيناه قوبل على خطه، وقال المنذري: رواه الطبراني برجال الصحيح، وقال العراقي: إسناده حسن.

١٣٧٦ - "أكثر عذاب القبر من البول (حم ٥ ك عن أبي هريرة) " (صح).

(أكثر عذاب القبر من البول) أي بسببه ولأجله فكلمة: "من" تعليلية والمراد من التلوث به وعدم الاستنزاه منه وإنما قال: "أكثر" لأنّ بعض عذاب القبر من غير البول وقد ثبت حديث: اللذين يعذبان في القبر أحدهما بالبول والآخر بالنميمة، قال بعض أئمة الحديث في حديث التعذيب بالبول.

تنبيه: إن من ترك الصلاة إلى الاستنزاه من البول بعض واجباتها وشروطها فهو أشد عذابًا، وفي التعذيب بالنميمة تنبيه أيضًا على أن الموقع بين الناس العداوة والبغضاء بالكذب والزور والبهتان أعظم عذابًا من الذي أوقع بينهم


(١) أخرجه النسائي (٦/ ٢٤٥)، وأحمد (١/ ٢١٤)، والبخاري في الأدب المفرد (٧٨٣).
(٢) أخرجه الطبراني (١٠/ ١٩٧، رقم ١٠٤٤٦) قال الهيثمي (١٠/ ٣٠٠): رجاله رجال الصحيح. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/ ١٠٧)، والبيهقي في شعب الإيمان (٤٩٣٣). وأخرجه أيضًا: الشاشي في المسند (٦٠٢). وأورده ابن أبي حاتم في العلل (٢/ ١٠١، رقم ١٧٩٦) وقال قال أبي: هذا حديث باطل. وقال المناوي (٢/ ٨٠): قال العراقي: إسناده حسن. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (١/ ١٢٠١) والصحيحية (٥٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>