بالمجدد: العالم المجتهد، وقد صرح به في مؤلفاته وأنه مجدد المائة التاسعة التي كان فيها (١) وقد استوفينا الكلام عليه في (إنّ الله) حيث ذكره المصنف في حرف الهمزة مع النون، كما يأتي إن شاء الله، (وأقام في كل عصر) العصر هنا: الدهر وأراد به مجرد الزمان فإنه لا يخلو عن (من يحوط) بالحاء المهملة أي يحفظ (هذه الملة الدين بتشييد أركانها) التشييد: رفع البناء، وأركان الملة: الكتاب والسنة والإجماع والقياس، وفي الكلام استعارة مكنية وتخييلية، (وتأييد) تقوية (سننها) طرقها، (وتبيينها) إيضاحها وإظهارها، ولا يخفى إنما ذكره مما علق الحمد به من أعظم النعم وأجلها، وتعليق الحمد بها هنا من غاية المناسبة لأنه افتتح به التأليف الذي هو من أركان الدين (وأشهد أن لا إله إلا وحده) حال مؤكدة، (لا شريك له)، تأكيد أيضاً لما قبلها، مبالغة في إثبات الوحدانية له تعالى، "شهادة" مصدر نوعي لأنه وصفها بقوله: (يزيح) أي نوعًا من الشهادة له هذه الصفة، وتزيح: بالزاي والحاء المهملة من الإزاحة وهي الإبعاد والإزالة، (ظلام الشكوك) الشك: الريبة والتركيب من باب لجُين الماء أي الشك الذي كالظلام في إيقاع صاحبه في الحيرة وعدم الهداية إلى مراده، وكذلك قوله:(صبح يقينها) أي اليقين الذي هو كالصبح في الإشراق والإنارة، والاهتداء إلى كل مراد، وكان الأحسن أن يقول: نور يقينها، ليتم له لطيفة الطباق بين النور والظلام كما أنه طابق لفظ الشكوك باليقين، (وأشهد أن سيدنا محمدًا) عطف بيان (عبده ورسوله) خبر أن (المبعوث لرفع كلمة الإِسلام) وهي كلمتا الشهادة (ومُشيِّدِها) رفعها على كل كلمة سواها، وهو عطف تفسيري لقوله: رفع كلمة الإِسلام (وخفض كلمة الكفر) المراد بها: كل كلمة تنافي الإيمان والتوحيد، (وتوهينها) تضعيفها (صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ليوث
(١) قد طبع هذا الكتاب عام ١٤١٠ هـ بتحقيق: عبد الحميد شانوخة.